"الخرمش".. "قشطة" اليمن تعود للأسواق بأسعار زهيدة

بوابة عدن-وكالات:

عادت فاكهة "الخرمش" أو "القشطة" ذات القيمة الغذائية العالية، للانتشار في الأسواق اليمنية بأسعار زهيدة، رغم أنها من بين الأغلى عالميا.

وما يجعل أسعار الخرمش زهيدة في الأسواق المحلية باليمن، هو زراعتها في العديد من المناطق بالداخل اليمني.

ومن تلك المناطق، محافظة ريمة، وجبال وصاب في محافظة ذمار، وغربا تزرع في محافظة الحديدة ووادي "أسلم" و"المحابشة" بمحافظة حجة، وأجزاء من محافظتي إب وتعز، فيما تراجعت زراعتها كثيرا في محافظة لحج خلال السنوات الأخيرة بسبب قلة منسوب المياه.

وبحسب خبراء زراعيين، فإن المساحة المزروعة بالخرمش في اليمن، تمثل مساحة بسيطة مقارنة ببقية أشجار الفاكهة الأخرى في البلاد.

عربيا تعرف هذه الفاكهة بأسماء متعددة منها "القشطة"، "غوانابانا"، "شيريمويا"، "السرسب" وثمرة شجرة "الجرافيولا"، فيما يسميها اليمنيون "الخرمش".

طبيعة القشطة اليمنية
وهذا ما تحدثت به الخبيرة الزراعية، في جامعة لحج اليمنية، الدكتورة نسرين عيدروس عن أصل فاكهة القشطة، قائلة: "هي نبات من العائلة القشطية، وتعرف في اليمن باسمها المحلي الخرمش، أو العاط أو السفرجل".

وتضيف الأكاديمية اليمنية، وهي أستاذ مساعد بكلية ناصر للعلوم الزراعية، جامعة لحج : أن اليمن أحد البلدان الرئيسية في زراعة الخرمش، وهو ما يجعلها زهيدة السعر محليًا مقارنة بأسعارها العالمية المرتفعة.

وتؤكد الخبيرة الزراعية أن فاكهة القشطة البلدي في اليمن تتميز بأن حجم بذورها كبيرة جدا، وداخلها قوام كريمي لذيذ للغاية، وتمتلك فوائد غذائية غير محدودة.

فوائدها الغذائية
وتشير الدكتورة عيدروس إلى عدد من المقالات العلمية التي تصف فاكهة القشطة "الخرمش" كبديل فعال للعلاج الكيميائي عند معالجة عديد من أنواع السرطانات.

بالإضافة إلى دور الخرمش في تنظيم ضغط الدم المرتفع، ومعالجة الضغوط المسببة للاكتئاب، تساعد على التخفيف من الالتهابات، وتنظيم مستويات السكر في الدم، وتحتوي على كمياتٍ عاليةٍ من مضادات الأكسدة، بحسب الخبيرة اليمنية.

وتواصل: "تساعد على مكافحة قرحة المعدة وإنقاص الوزن والوقاية من هشاشة العظام لاحتوائها على العناصر المفيدة للنسيج العظمي مثل الكالسيوم".

كما تلعب دورا في نضارة البشرة حيث تحتوي فاكهة القشطة على فيتامين سي، الذي يساهم في تأخير ظهور علامات الشيخوخة، وتحفيز البشرة على إنتاج الكولاجين اللازم لنضارتها ووقايتها من الجفاف.

تفاوت القدرة الشرائية
رغم أسعارها المرتفعة عالميًا إلى أن الخرمش أو القشطة اليمنية، من الفواكه القليلة التي أسعارها في متناول نسبة كبيرة من اليمنيين، وتناسب قدرتهم الشرائية.

وتؤكد الدكتورة نسرين عيدروس أن أسعار هذه الفاكهة ملائمة نسبيا للكثير من الأسر اليمنية، إلا أن البعض يجد سعرها مرتفع نوعًا ما.

من جهته، قال الناشط اليمني وضاح الرقيمي على حسابه بموقع "فيس بوك"، إن فاكهة "الخرمش" أو "القشطة" ذات القيمة الغذائية العالية انتشرت مؤخرا في الأسواق اليمنية بأسعار زهيدة رغم أنها من بين الأغلى عالمياً.

وأكد أن الكيلو واحد يباع في الأسواق اليمنية بنحو 1500 ريال يمني، مشيرا إلى أنه حال تم زراعة هذه الفاكهة على نطاق واسع وتصديرها للخارج سوف ترجع للمزارعين اليمنيين بفائدة كبيرة وتدعم الاقتصاد اليمني.

وبشكل عام قد يصل سعر الكيلوجرام الواحد من الخرمش في اليمن، إلى نحو ألف ريال يمني (أقل من واحد دولار أمريكي)، وهذا السعر رغم أنه زهيد جدا إلا أن كثيرا من المواطنين غير قادرين على شرائه، عطفا على مستوى دخل الفرد الحالي في ظل الحرب.

ويعود ذلك إلى الأوضاع المعيشية الراهنة التي يعيشها اليمن حاليا، خاصة في ظل تدهور العملة المحلية أمام نظيراتها الأجنبية، وارتفاع أسعار غالبية السلع فضلا عن انقطاع المرتبات وارتفاع البطالة إثر الانقلاب الحوثي.

يشار إلى أن تقارير طبية حذرت من أكل البذور السوداء عند تناول فاكهة القشطة بسبب احتوائها على مادة (annonacin) وهو سم عصبي قد يسهم في تطور مرض الشلل الرعاش.

 

*العين الإخبارية