بوابة عدن الاقتصادية - وكالات
جددت الأمم المتحدة تحذيراتها من مخاطر سوء الأوضاع الإنسانية في اليمن. الذي يشهد انهيارا اقتصاديا وأزمات مركبة ومعقدة جراء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات.
وقال بيان صادر عن مساعد الأمين العام ونائب منسق الإغاثة للطوارئ بالأمم المتحدة جويس مسويا، أمس الأحد، إن “حوالي 23.4 مليون شخص في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وأن 17 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي”.
وشدد البيان، الذي نشره موقع الأمم المتحدة، في ختام زيارة مسويا لليمن، التي استغرقت تسعة أيام، على ضرورة تكثيف المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن وحماية حياة الملايين من الأشخاص المستضعفين في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب.
ووصلت المسؤولة الأممية إلى اليمن، في الثامن من الشهر الجاري، للاطلاع عن قرب، على الأوضاع الإنسانية، ومعرفة الاحتياجات الملحة للنازحين والمتضررين جراء الحرب وتداعياتها. والتحديات التي تواجه أعمال الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن وشركائها المحليين.
وأوضح البيان، أنه بدون الالتزام المستمر من الجهات المانحة، سيعاني ملايين الأشخاص من الجوع. وستتعرض حياة الملايين من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية للخطر.
وأضاف: “هذا وقت حرج لليمن. ولا يمكن للمانحين الإنسانيين أن يوقفوا دعمهم الآن”.
وذكر البيان، أن مسويا اطلعت خلال زيارتها، على الأوضاع الإنسانية في عدن ومأرب وصنعاء والحديدة. والتقت بالنازحين والمتضررين من النزاع الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية. بالإضافة إلى المسؤولين اليمنيين وشركاء الإغاثة.
والتقت وفقا للبيان، بأشخاص أجبروا على الفرار من منازلهم. وسمعت كيف يفتقرون إلى الطعام والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية الأساسية والتعليم. كما التقت بنساء وفتيات نازحات تحدثن معها عن العنف القائم على النوع، والإجبار على الزواج المبكر وانعدام الخصوصية والأمان.
وأشار، إلى معدلات سوء التغذية بين النساء والأطفال في اليمن التي تعد بين أعلى المعدلات في العالم. حيث يحتاج 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضع و 2.2 مليون طفل دون سن الخامسة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد.
وقالت مسويا، “على الرغم من التقدم المهم الذي تم إحرازه منذ بدء الهدنة، لا تزال هناك احتياجات إنسانية هائلة في اليمن. يجب ألا ندع نقص التمويل يعرض هذا الدعم للخطر”.
وأوضحت، أن هناك طريقتين أكثر فاعلية لتقليل الاحتياجات الإنسانية في اليمن. هما بناء سلام مستدام وشامل، وإعادة الاقتصاد المنهك إلى قدميه.
وأضافت: “بدون هذه (السلام ودعم الاقتصاد)، ستستمر دوافع الأزمة الإنسانية. وسوف يستمر الناس في المعاناة”.
وتابعت: “في كل مكان ذهبت إليه، أخبرني الناس أنهم يريدون بشدة الوظائف حتى يتمكنوا من إعالة أسرهم. فضلا عن الحصول على الرعاية الصحية والمياه النظيفة والمدارس”.
وأكدت مسويا، أن اليمن بحاجة إلى الجهات الفاعلة في التنمية للتدخل ومساعدة السلطات على تقديم هذه الخدمات.
كما أوضحت، أن الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإغاثي والإنساني، لا يستطيعون تغطية كل تلك الاحتياجات وتقديم الخدمات الضرورية بدون مساهمة المانحين والجهات الداعمة.
ولفتت، إلى الجهود المبذولة من الوكالات الإنسانية لتقديم المساعدات لليمنيين، معبرة عن شكرها لهم بالقول: “لقد كان ملهما للغاية أن ترى العمل الذي يقوم به المجتمع الإنساني هنا. أنا ممتن لجميع العاملين في المجال الإنساني الذين يبذلون قصارى جهدهم لمساعدة النازحين والمجتمعات المضيفة”.
كما أضافت، أن “الشعب اليمني يحتاج إلى شريان حياة إنساني. وهم يستحقون التقدم نحو السلام”.
وتطرق البيان، للنازحين الذين يزيدون عن أربعة ملايين شخص منذ بدء الحرب. وضحايا الألغام الذين زارتهم المسؤولة الأممية في مستشفى الروضة بالحديدة، حيث التقت بالأطفال والبالغين المصابين جراء الألغام والذخائر غير المتفجرة.
وحذر البيان، من الألغام الأرضية وغيرها من مخاطر المتفجرات، التي أصبحت السبب الأكثر شيوعا للوفيات أو الإصابات بين المدنيين المرتبطة بالنزاع.
ونقل البيان، عن شقيق أحد ضحايا الألغام الذي أصيب قبل ثلاثة أسابيع، في الحديدة، قوله: “نأمل أن يتم إزالة كل هذه الألغام. لا نريد تكرار هذه المأساة”.
وكانت الأمم المتحدة قد دقت في أوقات سابقة ناقوس الخطر من سوء الأوضاع الإنسانية وحدوث مجاعة وشيكة في اليمن، وطالب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الدول والجهات المانحة، بتقديم مساعدات عاجلة لمواجهة أزمة اليمن الغذائية. وحذر من خفض مساعداته المقدمة للمستفيدين بسبب نقص التمويل.